شاعرة

شاعرة

الجمعة، 23 مارس 2018

التكرار الممهد للقافية ....غالب قرالة

التكرار الممهد للقافية :

اما التكرار الذي يمهد للقافية فقد كان هؤلاء الشعراء من رواة وقد اصبح من السمات المعروفة للشعر العربي يلذ للقارئ المتمرس ان يتابعه ويتوقع ما يوحي به من قافية وبخاصة اذا اختلفت بنية الكلمة في داخل البيت عنها في القافية او اختلفت حركة الكلمتين فجاءت احداهما مرفوعة والاخرى منصوبة او غير ذلك ومن امثلتة قول ابن الدمينة :
احقا عباد الله ان لست واردا ولا صادرا الا على رقيب
ولازائرا فردا ولا في جماعة من الناس الا قيل: انت مريب
وهل ريبة في ان تحن نجيبة الى الفها او ان يحن نحيب
فلا خير في الدنيا اذا لم تزر بها حبيبا ولم يطرب اليك حبيب
ونلاحظ ان الشاعر لم يكتف في البيتين بالتكرار الممهد للقافية بل اضاف اليه تكرارا عاديا اخر في – مريب وريبة وتحن ويحن – ومنه قول ابي صخر الهزلي :
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى مابيننا سكن الدهر
وقول كثير :
فان طبت نفسا بالعطاء فاجزلي وخير العطايا ياليل كل جزيل
والا فاجمال الي فانني احب من الاخلاق كل جميل
وان تبذلي لي منك يوما مودة فقد ماتخذت القرض عند بذول
وان تبخلي ياليل عنى فانني توكلني نفسي بكل بخيل
ولست براض من خليل بنائل قليل ولا راض له بقليل
ولم ارمن ليلى نوالا لا اعده الا ربما طالبت غير منبل
يلومك في ليلى وعقلك عندها رجال ولم تذهب لهم بعقول
ومنه قول المجنون :
لقد جلب البلاء على قلبي فقلبي مد علمت له جلوب
فان تكن القلوب كمثل قلبي فلا كانت اذن تلك القلوب
اظل غريب الدار في ارض عامر الاكل مهجور هناك غريب
فلا تحسبي ان الغريب الذي ناى ولكن من تناين عنه غريب
تمر الصبا صفحا بساكنة الغضى ويصدح قلبي ان يهب هبوبها
قريبة عهد بالحبيب وانما هوى كل نفس حيث حل حبيبها
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت ياللرجال فهل في الارض مضطرب
كيف السبيل الى ليلى وقد حجبت عهدي بها زمنا ما دونها حجب
دعاني الهوى والشوق لما ترنمت هتوف الضحى بين الغصون طروب
تذكرن ليلى على بعد دارها وليلى قتول للرجال خلوب
وقد رابني ان الصبا لايجيبني وقد كان يدعوني الصبا فاجيب
ولم ارها الا ثلاثا على منى وعهدي بها عذراء ذات ذوائب
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة بدا حاجب منها وضنت بحاجب
يقولون : تب عن ذكر ليلى وحبها وما خلدي عن حب ليلى بتائب.
والتكرار في بعض الالفاظ يأتي تلقائيا غير هادف او ممهد للقافية كما ذكر ويأتي كصورة من صور السخرية في الادب العربي كالشعر والمثل والخطابة وغيرها وهناك العديد من الشعراء من تتضمن قصائدهم العديد من صور التكرار اللفظي لبعض الكلمات او الاحرف على السليقة او حسب ماترد معبرة في مضمون القصيدة عن قول او فعل صادرة عن ذاتية الشاعر وتمكنه من الطرح الجميل والشيق في سياق الابيات الشعرية المعبرة عن اشجان وتطلعات الشاعر وتكثر في الصيغ الجمالية لصور الحب والعشق والغرام للاستحسان والمدح
د.غالب القرالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق