شاعرة

شاعرة

الأربعاء، 12 أبريل 2017

للموت أشكال أخرى *** قصة قصيرة بقلم الكاتبة حنان هواري


  • للموت أشكال أخرى 
  • قصة قصيرة 
  • بقلمى:
  • كان قلبها فى حالة بيات شتوى، لأعوام لم تحصيها، فقد باتت أيامها تمر مجرد عدد، دون احساس بها، كانت تنتظر فقط أن يمر اليوم ليأتي الآخر لتصل الي نهاية الرحلة.....
  • -وضعت قلبها واحساسها فى حالة سبات احتفظت بهما كصورة بلا نبض يشير إلى وجود حياة ألبسها الزمن عمرا" يفوق عمرها لم تكن ترتدي ما ترتديه من هن فى مثل عمرها حتى ثوبها لم يكن للزينة بل كان كأنه غطاء وكثيرا ما شعرت كأنه كفن، وهى تسير فى ظله يرافقها الى أن يأخذها الى جولتها الأخيرة، عاشت كأهل الكهف نفس ضعيف وقلب بالكاد ينبض تقلب عينيها كالشريدة طول النهار وتتقلب علي جمر طوال الليل....... 
  • - تنظر فى مرآتها وتبتسم ابتسامه تنزف ألم وتستدعى جيشا من الدموع التى تعرف مجراها جيدا، فقد اعتادت أن تجرى علي خديها..... 
  • تتلاشى الرؤية لا ترى نفسها تمسح المرآة أمامها، المرآة نظيفة انها غمامة الدموع.
  • - تستأذن عينيها أن تؤجل دموعها تنسحب الدموع معلنة عودتها مرة أخرى فهنا سكنها ولن تتنازل عنه تمسح عينيها وتنظر جيدا تتمني أن ترى نفسها فلم تنظر فى المرآة منذ فترة طويلة..... ولكن ياللهول ما هذا الشبح؟! وتتسائل أهذه أنا؟!!
  • ترى فتحة انشقت داخل المرآة تتعجب منها، هل كسرت المرآة؟! ولكن كيف؟! ومن كسرها؟! لا تملك الا أن تنظرجيدا تشعر بالرعب، ترى أصابع امرأة تخرج من المرآة، أصابع رقيقة وجميلة تسحبهاهذه اليد الرقيقة.... 
  • هذه الفتاة تعرفها جيدا هذا الوجه ليس غريب........... 
  • تسألها: من أنت؟! وأين تأخذينني؟! 
  • فتجيبها :أنا أنت انظرى الى جيدا 
  • امسحى غمامة الحزن عن عينيك، نظرت جيدا نعم انت أنا...وتنفست وقالت يااااااه أومال ليه معرفتكيش؟! فأجابتها:
  • لأننى مت تنظر اليها في دهشة كيف ومن أنا؟!! 
  • تجيب أنت الشبح الذي ظهر بعد وفاتى
  • تعاود سؤالها وكيف مت؟! ومن قتلك؟! 
  • تجيب أنت من سلمتني بيدك، وقد تم شنقي بالحبل عودي بذاكرتك للوراء وتذكرى سنواتك عندما كنت أحيا داخلك...... 
  • تترك يدها تنظر بعيدا وتتذكر نفسها عندما كانت كفراشة تطير مفعمة بالحيوية والذكاء ومحط أنظار الكل،لجمالها وذكائها وكيف كانت تمرح بين زميلاتها، وفي جانب آخر تسمع صوت من يناديها تتلفت فاذا بزوجها وقد كان دكتورا لها، تذكرت كيف انبهرت بوقاره ووضعه الإجتماعى وتناست كل الفروق التى بينهما....... 
  • ولذلك وافقت علي الزواج منه ومن اللحظة الأولى أحست أنها ألقت بنفسها فى بئر وأنها أخطأت خطأ لا يغتفر ، فقد وقعت بين مطرقة زوج متسلط، أراد زوجة صغيرة يلهو بها كما يلهو طفل بائس شقى بقط فى يوم مطير وسندان أمه هذه العجوز التى تنظر اليها على أنها عدوتها وكيف لا وقد أخذت منها على حد قولها طفلها المدلل ووعندما أرادت أن تتركه لم تستطع فقد كان هناك جنينا يدب فى رحمها فخافت عليه وخافت من نظرة الناس، استسلمت، أذعنت..... 
  • -استطاع أن يطمس هويتها امتص رحيق شبابها حولها الي شئ باهت بلا لون ولا معني ولا هوية تحولت لتابع ليس عليه الا السمع والطاعة وفي كل مرة تريد أن تفك وثاقها يردها أولادها تارة وأهلها تارة ونظرة المجتمع تارة أخري، تاهت فى ازقة العمر وبحثت عن السعادة التى وعدها بها فلم تجدها فقد وضعتها فى جيبها و تساقطت منها قبل حتي أن تعرف لها طعما و لم تعرف لحياتها وصفا الا أنها هي من وضعت الحبل حول عنقها لتكون جارية لزوج ولمجتمع ذكوري لا يعترف الا بالرجل 
  • تلفتت تبحث عن نفسها القديمة أرادت أن تستعيدها نادت بأعلى صوتها فلم تجدها ووجدت نفسها أمام المرآة وما حدث ماهي الا هلوسات وحنين للماضى...... 
  • تلمست عنقها لتتحس أثر الحبل فشعرت بمدى الألم الذى يختنق به حلقها، لم تكن تدرك سببه الا الآن ومضت تردد المثل الذى كانت تردده جدتها :
  • (الي يربط فى رقبته حبل ألف من يسحبه) 
  • تمت............ 
  • حنان الهوارىربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق