الطبيعــة: حيــث يلامس السحر الجمـال بأعــذب اللمســات===================================الطبيعة لوحة فنية تفيض بالحسن والجمال ، والنفوس السوية تثير لديها الإعجاب ، وتتفاعل معها روحيا ، إذْ تتحوّل لديها شعرا ، أنشودة ، عبادة وإجلالا وتسبيحا وتعظيما لمبدع هذه الطبيعة وخالقها .أين نحن من هذا العطاء الربّاني ؟ هل نحسّ بهذا الجمال الفياض في سلوكنا اليومي ؟ هل نتذوق القليل أو الكثير في يومياتنا وليالينا ؟ .هي أسئلة مطروحة علينا أفرادا وجماعات ، ولا أعتقد أننا نجهل واقعنا وسلوكنا الذي يجهل في أغلب الحالات كُنه الجمال ومفهومه ، ومعاداتنا لكل ما هو جميل ، وإنْ جَهِـلْنا التذوقَ الجماليَّ فإننا في نفس الوقت نترفع عن تعلّم التذوق الجمالي ونرى بأنه من الصغائر التي ننزل إليها ، والبعض يراه أنه من الضعف والدونية. نحن أغلبنا معطوبٌ من الداخل. لكن كيف السبيل إلى إصلاح هذا العطب ؟ الجمال يحيط بنا من كل جانب. وسرّ الجمال يتمثّل في القدرة الإلهية التي خلقت وأبدعت ، لكننا نفتقر إلى استشعار هذا الجمال ، لأن ذاك يحتاج إلى تنشئة وتربية تستمرّ مع الإنسان ولا تتوقّف عند مرحلة محدودة من العمر ؛ فالشخص الذي يتعوّد على تناول الأشياء من زواياها النفعية ، تأكيدا لا يرى فيها جمالا ، لأن الأشياء في نظره لها مدلولات مادية حسّية ، إذْ هو يرى البرتقال ليأكله ، وينظر إلى المقعد ليستريح عليه ، ويركب السيارة لتُسْرع في نقْله من مكان إلى آخر ؛ لكنه حينما يبحث عن شكْل البرتقال ولونه ، وملامس سطوحه ، وكيانه الكُلّي ، ويعجب بهيئته حين يقارنها بفاكهة أخرى ، فإن إعجابه وسروره في هذه الحالة يؤدّي له وظيفة أخرى ..هي الاستمتاع والتذوّق ..وهكذا في بقية الأشياءالقبْح عـمَّ .هلاّ الْتفتنا إلى تربية تكون الجمالية في صدارتها !!
شاعرة
الثلاثاء، 30 أغسطس 2016
الطبيعــة: الاستاذة فتيحة نور عفراء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق