شاعرة

شاعرة

الأحد، 30 أكتوبر 2016

حضارة بطعم القذارة ☆☆☆بقلم عبد السيد عبد الفتاح

حضارة بطعم القذارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقبح وجه الحضارة في وطني
فتقنعت الحضارة بالسقوط والقذارة
وتشوه وجهها الجميل بالتدني
ورحيق زهورها بالحنظل والمرارة
وسري السوس فيها يدمر جمالها
وتسرطن بنيانها فصارت منهارة
وتلاعب لصوص الحضارة في وطني
بالأمجاد وبالتاريخ وباعوها بالخسارة
كالذباب يمتصون في عسلها
يحملون فيروسات وجراثيم غدارة
وألقينا بآلاف السنين ومجدها 
وتمسكنا بعادات  مقلدة منهارة
فتفوقنا علي غيرنا  في التدني 
وصرنا في الصدارة بتفوق وجدارة
نبيع تاريخنا ومجدنا بدرهم أو دينار 
أو لقمة خبز أو حتى بقايا من سيجارة
نحمل الذل علي ظهورنا ونمضي 
وكأننا  بغال أو جحوش بالرحى دوارة
ترضينا العليقة من الشعير كالبهائم 
محرم علينا  التفوه بكلمة أو عبارة
نستوطن جحور كالقبور و نستنشق عطر
 القصور  ونحاكم  بالغباوة  والنذالة  والحقارة
يغرس الخوف فينا نهيق السادة في وطني
فصرنا هياكل كهبل تمثال لصنم من حجارة
 وصرنا نتباهى بأننا شعوب مسخ من قرود
كل قرد يقفز ويرقص يؤدي دوره بجدارة
ننحني لننظف وجوه اللصوص بذيول ثيابنا
كما نلمع أحذيتنا من  القذارة  والغبارة
 نشد بالسلاسل والطوق يخنق رقابنا
كلاب الزينة تهز ذيلوها أمام بيوت الدعارة
ولاة أمورنا قلبوا وعدلوا في أمورنا ومصائرنا 
وأحكموا علي رقابنا قبضة  عنجهية جبارة
وباعوا واشتروا في سوق الرقيق أجسادنا
ونهبوا سنين العمر قربان  بغير مشورة أو استخارة
وأنغمس سادة وطني في الخطيئة وفي الرزيلة
وعشقوا الدنيئة وكرهوا التطيب والطهارة
يراوغنا سيف الباطل و يحتضن رقابنا
فيجتز فيها كما سكين تقطع في خيارة
قد باعوا لنا أنفاسنا و ضياء الشمس 
 وأن غضبوا علينا حرمونا الضوء و الإنارة
وأن أرت العيش حراً كريم في بلادي
فأنت  خائن معادي  للرقي والحضارة
وتحت قهر الحياة يوما سوف تجبر
سوف ترغم أن تغمس لقمتك في القذارة 
وصار الجنيه في وطني ينحني ويتقوقع
 في خجل في الخلف والعملات في الصدارة
استنصرناه فأذاقنا لباس العري والخزي والجوع
أينما يولي بالهزيمة والعار و الخيبة والخسارة
امتزجت في الحلقوم الحضارة بطعم المرارة
فأحترق الكبد والقلب من لهيب الحرارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      قلم / حائر
    عبدالسيد عبدالفتاح

  •  الخميس 2016/10/27

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق