شاعرة

شاعرة

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

العيش منعزلا ...بقلم حكمت نايف خولى

  • العيش منعزلاً 
  • في الغابِ في رُكنها المستورِ بالشَّجرِ...
  • في هدأةِ اللَّيلِ في تنهيدةِ السَّحرِ 
  • حملتُ أشجانَ روحي مُنهَكاً تَعباً ...
  •  والحزنُ يسفعُني بالهمِّ والكدرِ 
  • ولجتُ مكتئِباً غاراً تؤانسُني ...
  •  أصداءُ وحشتِهِ عن معشرِ البشرِ 
  • أسلمتُ نفسي لصمتِ اللَّيلِ يَغسلُني ... 
  • من كلِّ خاطرةٍ طافتْ بها فِكَري 
  • جرَّدتُ قلبي من الأوهامِ فانكشفتْ ...
  • خلف السَّرابِ صحارى التِّيهِ والسَّدرِ 
  • تفاهةُ العيشِ تُضني الفكرَ تجلدُه ...
  • وتحجرُ الروحَ في زنزانةِ الخدرِ 
  • تُلبِّدُ الوعيَ والإدراكَ تُرهِقُه ... 
  • والمرءُ يُمسي عديمَ الحسِّ كالحجرِ 
  • وتحجبُ النورَ عن أبصارِنا فإذا ... 
  • مطامعُ الكسبِ أسمى غايةِ الظَّفرِ 
  • غدرٌ وحقدٌ وأضغانٌ وشيطنةٌ ... 
  • قدحٌ وذمٌّ نِفاقٌ غيرُ مستتِرِ 
  • ويصبحُ النَّاسُ أشباحاً تحرِّكُهم ...
  •  نجاسةُ العهْرِ والإفسادِ والضَّرَرِ 
  • في لُجَّةِ العمرِ ينسى الخِلُّ صاحبَه ...
  •  يَضيعُ في زحمةِ الأهواءِ والوطرِ
  • في معبدِ الرَّغباتِ الشَّرُّ قِبلتُهُ ... 
  • يجودُ بالكلِّ قرباناً إلى سَقرِ 
  • ويوجزُ الكونَ في ذاتٍ مضخَّمةٍ ... 
  • توهِمهُ صارَ ربُّ الكونِ والقدرِ 
  • يا من تُعيبُ عليَّ العيشَ منعزلاً ... 
  • إنِّي أرى أخلصَ الخلاَّنِ في الشَّجرِ 
  • أغنى المنازلِ غارٌ أستريحُ به ...
  •  وأحتمي من فضولِ النَّاسِ والهذرِ 
  • ألوذُ بالغابِ مأوىً أستجيرُ به ... 
  • من ربقةِ الرِّجْسِ في المستنقعِ القذرِ 
  • فالعيشُ بين الورى عبءٌ وتهلكَةٌ ... 
  • فاربأْ بنفسِكَ عن دوَّامةِ الخطرِ 
  • ففي الطَّبيعةِ تلقى الرُّوحُ غِبطتَها ... 
  • والنَّفسُ تَطهرُ بين الطَّيرِ والزَّهَرِ 
  • والقلبُ يصفو من الإغواءِ من فِتَنٍ ... 
  • تُرَوِّجُ الشَّرَّ في شتَّى من الصُّورِ 
  • والفكرُ يسمو بعشقِ اللهِ مرتفِعاً ... 
  • فوق الضَّلال ِ وفوق الزِّيفِ والصِّغَرِ 
  • حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق