شاعرة

شاعرة

الجمعة، 29 يوليو 2016

رقصات تهور فوق منصة الذكرى****سمية قرفادي


  • رقصات تهور فوق منصة الذكرى
  • ها أنذا أتذكر طفولتي الحالمة؛لازالت ذكراها تذغذغ مخيلتي؛تهدهد وجداني؛كمنطاد يرفعني الى قمم الخيال؛ويحطني الى أرض الواقع.
  • والان بعد ان دحرجتني السنين؛ماذا ساحكي؟؟؛كي اهنئك ذا كرتي على خصوبتك؛بكل الصور المستنبة؛وما أجمل ما صار بحوزتي الان!!؛يدفعني حبوري الرقص فوق منصةالذكرى؛لانني سوف اكتب عن لحظات كانت ملكي ولازالت؛ولا اخشى الوقوع وسط بؤر النسيان
  • انظري أنها اشجار التين الهرمة؛أتلقى صوت أخي الصغيرمع روائح تراب القرية؛الذي فاح بسبب رذاذ امطار فصل الربيع الاخيرة؛جعل الوحل يلتصق باسفل نعالنا؛كأنه يوجه الكلام للفضاء برمته؛أومأت باشارة رأسي؛وأنا على يقين أن قرى اخرىوسطها يصببك القنوط والضجر؛أما قريتي تعانق الغرباء وابناءها بروائح أوراق البرتقال المزهرة ونسيمها المنعش؛لذلك صار ترحاب أهلها سنة عتيدة؛أجر حقيبة السفر؛عجلاتها هي الاخرى ذاقت سواد تربة التيرس؛فكيف ساتناسى صور الماضي ومشاغبة الذاكرة تغازلني؛وانا الشابة النشيطة؛يتدلى شعري سبطا على كتفي بسواد حلبوبي وقد رشيق؛طول وارف كسروة بين احضان جبال الاطلس؛في الواقع كنت عشقانة للهو والمرح؛اجوب ضفاف نهر سبو اردد الاهزوجات الشعبية التي حفظتها من طرف بنات القرية؛اصطاد العصافير؛ولا اعتبر ذلك جرما؛عدت الان وكان صوت خالتي يتردد على مسامعي؛وهي تقذف بنصائحها؛وامي في انصات؛علميها الطبخ؛كل الاشغال التي تهم النساء؛مهما تعلمت من علوم فعودتها لبيت زوجها لامحالة.
  • أية حماقات هاته !!!!
  • هاهي تدربني على استحلاب ضرع الابقار؛أعزل الشوائب من القمح؛اسقي البستان من مياه وادي سبو؛اعطي العلف للثيران؛أمخض الرائب واستخلص الزبدة ؛فكيف أقدمت على خبز العجين في ذلك اليوم المشهود؟؟؟؟؟؟
  • ؛وسط الفرن التقليدي؛ادخلت القش والتبن واضرمت الناروسطه؛لم اكن اعلم وسطه كتاكيت صغيرة لازال ريشها لم يشوك بعد؛لم اسعفها؛بل وضعت اصابعي في اذني ظننتها ستحدث صوتا كالمفرقعات؛أمجنونة انت؟؟؛تولول زوجة خالي؛واندلعت النيران وسط التبن؛الكل يصيح.النار..النار...النار...؛هاتوا الماء؛فهرولوا مسرعين كل واحديحمل دلوا؛لاخمادها؛أما انا فرجلاي عجلتا بالهروب نحو الحقول؛وسط السنابل الخضراء؛واختفيت عن الانظار؛اجر اذيال خيبتي؛استجمع انفاسى كعداء خسر السباق؛جلست تحت شجرة برتقال؛افترشت طيلساني؛اسقطت ثمرة منها؛وشرعت في التهامها بشره كذبابة جائعة؛لكن فجأة سمعت خشخشة بين الاعشاب؛شيئ ما يتسلل خفية؛الصوت يقترب مني؛يصيئ ويتعرس في مشيته.
  • ياللسماء...!!!
  • ياللسماء...!!
  • لماذا اقبلت هنا ولوحدي؟؟؟؟
  • اية مغامرة هاته؟؟؟؟؟؟
  • ياملائكة الرحمان ؛أقبلي؛خلصيني؛انه ثعبان!!!.... نعم ثعبان؛جلده الملون بالاسود والاصفر؛يزحف نحوي؛تذكرت نصائح خالي؛اذن سوف لا اتحرك؛ان فعلت سيلذغني لامحالة؛وسمه قاتل؛ولا احد سيسعفني؛من سينقذني؟؟؟؟؟ياله من يوم مشؤوم!!بناره المتلظية وأفاعيه السامة؛وأخيرا هاهو يرتمي بعيدا عني؛ما ان فعل حتى انطلقت اعدو كالسهم؛قاصدة بيت خالتي؛كنت أراقب المشهد عن بعد؛امي تبكي بصمت؛خالتي تلفظ كلمات لم اتبينها؛وانا على دراية تامة بكل مصائبي.
  • أتدرون لماذا هربت؟؟؟؟؟؟؛لان الاحساس بالذنب أقوى من العقاب؛لازلت أتذكر"حنا"؛زوجة جدي يرحمه لله هي التي حمتني؛لذلك لم يعاتبونني؛عدت وملابسي تلونت بكل الوان وأشكال الاوساخ؛جائعة قلبي في ارتعاش خوفي يلبسني؛جزوعه؛اتصبب ندما؛لذلك جلست قرب خالتي التي تفتل الكسكس البلدي بيديها الناعمتين؛طردا لتوحشي الذي صار باديا على ملامح وجهي؛امرتني بتهيئ صينية الشاي؛هي طقوسهم قبل العشاء؛انحنيت ارضا؛شيئا ما يلمسني؛صرخت صرخات مدويات استجاب لها فضاء القرية برمته؛رميت الكؤوس الزجاجية ارضا؛تحطمت بل صارت شظايا؛بدأت أصرخ بهستيرية؛أمي....أمي...أمي...ثعبان..ثعبان...؛ تفحصوا جوانبي قائلين:ياحمقاء انه مجرد رسن؛جعلني اتذكر لان المثل القائل"من لذغته الحية ؛حذر الرسن"
  • لا الثعبان لذغني؛ولا امي عاقبتني؛الا الرسن افزعني؛وها انذا عدت اليك قريتي؛من بوابات ذكراك؛احكي هزائمي؛بسبب تهوراتي؛ووهم الثعبان الذي لازال يلاحق هدوئي؛ويتربص بي شبحه الى الان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق