- مُهذَّبَةَ الرُّوحِ لِي جَائَتْ
- فكأنَّما الصُّبحُ هَلَّ وَجاءْ
- وتَنَاثرَ الكَلامُ مِن الشِّفاهِ
- فلا أبجَديَّةٌ أو ألِفٌ وَباءْ
- يَسيلُ رُضَابُ الثَّغرِ خَمرَاً
- أو عَسَلاً وفَمي لَه وِعاءْ
- وتَطايَرتِ الرُّوحُ فَرَحاً
- وتَناثَرتْ كَذرَّاتِ الهَواءْ
- كَوثَرِيٌ ثَغرُهَا ودَائِرِيٌّ
- كَقَطرَةِ غَيْثٍ فِي شِتَاءْ
- وتَقارَبنا حَدَّ التَّجاذُبِ
- فَكأنَّ الجِّسمَينِ سَواءْ
- فَخَجِلَتْ واحْمَرَّ خَدٌّ
- وارتَدَّتْ خُطوَةً لِلوَراءْ
- وعَينُها تَشتَهِي عَينِي
- كَالجائِعٍ والمَعِدَةُ خِوَاءْ
- فرَدَدْتُ الطَّرفَ عَنهَا
- فَعَادَتْ بِفِتنَتها شَقوَاءْ
- فَقُلتُ: ألَمْ يَحِنْ قِطافٌ
- فَهَاتِ ِمالديك بالخِبَاءْ
- قَالَتْ كَشَمعَةٍ وَتَذُوبُ:
- لا أَرُدُّ قضاءكً إذَا جَاءْ
- لكِنَّيْ أدْعُوكَ بالِتَّلَطُّفِ
- وَلَيسَ بِرَدِّ ذَا القَضَاءْ
- وقَبَّلتُهَا عَلى عَينِيها
- فَقَالَت: ماهَذا الهُرَاءْ
- قُلتُ: أبتَدَيتُ مُرَحِّباً
- قَبلَ إتِخَاذِ أيِّ إجْرَاءْ
- وَعَطَفتُ عَلى الخدَّينِ
- أُمْلِِي هَمَزَاتٍ وَإملَاءْ
- وَرَدَدْتُّ الشَّعرَ عَنهَا
- كَمَا يُرَدُّ فِي لَظَىً رِدَاءْ
- فلَثَمْتُ مَا بَانَ مِنهَا
- وَبَذَلتُ مَشَقَّةً وَعَنَاءْ
- فَصَرَخَتْ بِي بِوَجَلٍ:
- شَفَتَيَّ تَنتَظِرُ ارتِوَاءْ
- أنَسِيْتَ مَا وَعَدْتَ بِهِ
- عَلِيلَةٌ وَشَفَتَاكَ الدَّوَاءْ!
- فَقُلتُ فِدَاكِ الشِفَاهُ
- أتَرُدِّينَهَا لِيَ حَمْرَاءْ؟؟
- ......عزت الحوري.....
شاعرة
الخميس، 29 ديسمبر 2016
مهذبة الروح لي جائت *** بقلم عزت الحوري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق