شاعرة

شاعرة

الخميس، 29 ديسمبر 2016

جزاء سنمار*** بقلم Eng Mahmoud Mansour


  • (خاطرة)
  •  قال العرب قديما جزاه جزاء سنمار . فقصة هذا المثل تروي أن مهندسا روميا اسمه سنمار قد ابتنى للنعمان بن المنذر قصرا فخما ومشيدا لم يبنى مثله من ذي قبل فما كان من النعمان الا أن قتله بأن اصطحبه الى اعلى القصر بحجة تفقد البناء ثم ألقى به من هذا الارتفاع الشاهق ليرديه قتيلا كي لا يبني مثل هذا القصر لاحد غيره .من هنا صارت العرب تطلق هذا القول على كل من لاقى جزاء معروفه غدرا ثم أردف في ما بعد بقول اتق شر من احسنت اليه .
  • ما أقبح أن يكون الانسان غدارا بمن يحسن اليه أو يسدي اليه جميلا . فبعض الناس يلبسون أقنعة  الحملان على وجوه الذئاب كما روى وليام شكسبير هذا -في مسرحيته الشهيرة الملك لير- على لسان شخصيتي بنتيه الكبرى والوسطى حيث خدعتاه بمعسول كلامهما ليهب لهما كل ملكه ليزجا به بعد ذلك في السجن بعدما جرداه من كل شيء . 
  •  يبدو أنني في خاطرتي هذه أجد نفسي ثانية في عالم شكسبير ولكن هذه المرة مع صرخات يوليوس قيصر عندما اعتورته خناجر أصدقائه تنهل من جسده نهلا ولكن ما المه ايلاما أشد من طعنات الخناجر هو رؤيته من كان أقربهم اليه يشاركهم في قتله ليقل له بكل مرارة حتى أنت يابروتس. 
  •  نجد في عالمنا المعاصر أن المنافق والمداهن كما أسلفت من يصل الى أعلى المراتب في المجتمع ولا يكتفي بهذا فحسب بل يقلب الكرة على أصدقائه أيضا كما أردفت قبل ذلك عند ذكري لكيفية اغتيال يوليوس قيصر واختصاصه لبروتس بالذات ليلقي اللوم عليه لانه أقربهم الى قلبه ليفسر بعد ذلك شكسبير هذا من خلال ما فعله مكبث بالملك دونكان ليحل محله مكررا مشهد اغتيال يوليوس قيصر لكن على يد مرتزقة قد استاجرهم لهذه الجريمة البشعة ارضاء لطموحه ثم يطيح بكل أصدقائه بنفس الطريقة طنا منه أنه بذلك يرسي دعائم ملكه كما زين له شيطان نفسه ............(البقية في ما بعد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق