شاعرة

شاعرة

الثلاثاء، 30 يناير 2018

الجاهلية ...السعيد احمد عشي

الجاهلية
الجاهلية من الجهل الذي هو ضد العلم ، و إذا كان العلم نورا فإن الجهل عتمة و ظلام لا يرى الناس فيه الحقيقة و لا يستطيعون فيه التمييز ، و قد أطلق اسم الجاهلية على العصر الذي سبق الإسلام على أساس أن الإسلام جاء لتنوير العقول و الأفكار و إخراجهم مما كانوا فيه من غفلة و جهل و خاصة في جانب العبادات و المعاملات . وإن عودة المسلمين إلى الكفر يعني عودتهم إلى الجاهلية . قال تبارك و تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين و كيف تكفرون و أنتم تتلى عليكم آيات الله و فيكم رسوله و من يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) آل عمران ( 100-101) مع العلم أن سنُّة الرسول صلى الله عليه و سلم تمثل وجوده بيننا . و الغرض من الاستفهام هنا هو التعجب ، إذ ليس من المعقول بعد تنوير عقول المسلمين بنور علوم الله التي نور الرسول صلى الله عليه و سلم بها عقول المسلمين العودة إلى جهالتهم و عدم تمييزهم للحق من الباطل و للهدى من الضلال و للعدل من الظلم و للخير من الشر و لأهمية الاتحاد من فتن التفرق إلى آخره .
إن التعامل بالعملات النقدية الحديثة عبارة عن أكل لأموال و أرزاق الناس بالباطل لأن الذي يشتري بها أشياء الناس لا يدفع مقابل ما اشتراه منتجا من المنتجات مثلما يدفع المقايض . و لكن يدفعه الذي سيتم الشراء عليه بتلك النقود . و هكذا يبقى البائع الموالي هو الذي يدفع الثمن – أي يدفع البضاعة المقابلة للبضاعة التي تم بيعها سابقا - و ليس المشتري الأول على الخصوص الذي لم يدفع سوى العملة النقدية . إن التظليل في هذا التعامل يتمثل في عدم إنفاق الدول لاحتياطاتها الذهبية ، و هذا التعامل يجعل هذه الدول غنية باستمرار مثلها مثل الله ، و كلما افتقرت إلى العملات قامت بصك نقود جديدة و اعتبرت ذلك استمدادا للأموال من الاحتياط ، الشيء الذي يعني أن الدول أصبحت تغني نفسها بنفسها دون حاجة إلى استمداد أموالها من عند الله ، و زيادة عن هذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر احتياط ذهبي تبقى أغنى الأغنياء في العالم و يبقى غنى سائر الدول يوزن بغناها هي و ليس بغنى الله .
إن عدم التمييز الناتج عن الجهل و الضلال يتمثل في اعتبار ما يجود الله به على العباد من الأرزاق و الأنعام و الأموال مثل ما يصنعه العباد تماما من النقود و سائر المصنوعات . إن ما يجود الله به على عباده معلوم و بيِّن بينما ما يصنعه العباد يعتريه الغش و التزوير و التطفيف و البخس و الاحتكار و الربا و غير ذلك مما حرمه الله على عباده ، هذا زيادة عن كون صك العملات النقدية من مجرد الورق الرخيص القيمة يعتبر تزويرا لقيمة الورق ، و غش الذهب يعتبر تزويرا لقيمة الذهب . إن الواجب على المسلمين أن يثقوا في علم الله و ما علمهم أياه رسوله صلى الله عليه و سلم ، و أن لا يثقوا في علم اليهود و المسيحيين الغربيين الذين ضللوهم و أعادوهم إلى الكفر و الجهل من جديد . إن الحضارة الغربية الحديثة بنيت بما يحصل عليه الغربيون من منتجات و أرزاق الناس بالباطل . و ليست نتيجة لعلم السفسطة و سرقة ثروات جميع دول العالم أو نتيجة لما يسمونه بالعلمانية ، و إن الذين يشترون أفضل و أجود المنتجات من جميع دول العالم بمجرد العملات المبتدعة سيكونون أغنى من الذين يحصلون على بقية المنتجات بعملاتهم التي تتحكم أمريكا في قيمتها و مقدار ما يشترونه بها من الأشياء . إن ثقة الناس في أمريكا و اليهود و عدم تمييزهم بين المقايضة و التعامل بمجرد النقود التي يأكل أصحابها أموال الناس بالباطل هو السبب في ضلال المسلمين و عودتهم إلى الكفر الذي تعجب الله من حدوثه رغم وجود آياته و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بينهم . فاللهم ألهمنا السداد و الرشاد و الهدى و التقى و أعدنا إلى الإسلام بسلام قبل أن تدمر بنا هذا العالم نتيجة تهور الطغاة و ما يفعله العباد من موبقات و مخالفات لشريعتك السمحة إنك أنت الرحمان الرحيم بالعباد و إذا لم ترحمنا فارحم سائر الحيوانات و الصغار الذين ما زالوا غير راشدين آمين و الحمد لله رب العالمين على كل ما قدرت و كل ما قد ينالنا من الجزاء و العقاب لأننا نحن السبب و ليست أنت يا رب العالمين .
باتنة في 30/01/2018
السعيد أحمد عشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق