شاعرة

شاعرة

السبت، 27 يناير 2018

سحر الاموال ...سعد بن عيسى

سحر الأموال
قال تبارك و تعالى معرفا لذاته الكريمة : ( و أن الله هو الحق المبين ) مؤكدا ذلك بحرف التوكيد -أن- و الضمير المشير لذاته – هو-. و قال في تعريف الدين : ( و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )  و قد قصد عز و جل صراط الحق ، فمن تمسك بصراط الحق فهو على هدي و من سلك غير سبيل الحق فهو على ضلال  و قال في شأن التفرق : ( و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم ) . و قال مخاطبا المصطفى عليه الصلاة و السلام : ( إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ) . فالرسل عليهم جميعا الصلاة و السلام لا قدرة لهم على هداية العباد و لكن الله الحق هو الهادي الوحيد لكل راغب و مريد و محب للحق  و قال عز و جل مخاطبا لرسوله محمد عليه الصلاة و السلام : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا و نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ....) . إن الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام عبارة عن مصابيح تنير طريق الاهتداء لمن يريدون اتباع صراط الحق و إن الهدى على الله و إن الاهتداء على العباد . إن هذه الآيات المحكمات لا تحتاج إلى الشرح و التفصيل المعمق و لكن المسلمين المشركين في عصرنا سحرتهم الأموال المبتدعة من طرف الغرب و اليهود و أصبحوا يعتبرون العملات النقدية التي فرقت المسلمين أموالا صحيحة ، و أصبحوا يضللون الناس بالبدع الوهمية و نسوا البدعة الحقيقية المتمثلة في خلق الأموال و التي جعلت الكفار دائما في المقدمة و جعلت المسلمين في المؤخرة . إن العلم هو علم الله و ليس بعلم الغرب ، و إن احتكار اليهود و الغرب للعلم الهدف منه السفسطة و تضليل المسلمين . فمتى تزول غشاوة سحر الأموال عن عيون المسلمين و يعودون إلى ممارسة حجهم لبيت الله بعملتهم الموحدة بدلا عن اضطرارهم إلى استبدالها بعملات الغرب . إن بدعة العملات هي التي خلفت العرب و خلفت سائر المسلمين و كذلك جميع الدول التي لا تُعتبر عملاتها عملات صعبة فقد خلفتهم الأموال المبتدعة عن الركب وجعلتهم في مراتب الثراء باستمرار بعد أمريكا التي خالفت شريعة الله بكنزها لأكبر احتياطي من الذهب و أصبحت بفعلها المخالف لأمر الله في عيون العرب الضالين الأغنى و الأعلم و الأعظم . لقد أحل العرب أمريكا محل الله وجعلوها حامية لهم من دونه فمتى يحمي العبادُ العبادَ من بطش الله ؟ إن الفتن و الحروب التي تذكى بين المسلمين و العرب و إن ما يعرف اليوم  بالإرهاب هو ما اعتبره الله حربا من الله و رسوله على المرابين . قال تبارك و تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و ذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله و رسوله و إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلِمون و لا تُظلَمون ) صدق الله العظيم  . مع العلم أن خلق الأموال جنبا إلى جنب مع وجود الذهب الذي لا يباع يعتبر مضاعفة الدول لما تملك من الأموال و يعتبر ربا . إن الأموال هي ما تحصل عليه الدول مقابل بيعها للذهب أو لأي منتج آخر . و ليست العملات التي تطبع حسب الاحتياج و ضرورات حل الأزمات النقدية مع الاحتفاظ بالذهب . و إني لا أدعي النبوة  و لكني أنذر الناس جميعا و أحذرهم من عواقب خلق الأموال الربوية التي هي مصدر طغيان أمريكا و اليهود و دول الغرب ، ومصدر كل الفتن و الإرهاب و الحروب ومصدر انتشار الفساد في الأرض .  و ليعلم الجميع أن كل شيء إذا زاد على حده انقلب إلى ضده كما يقول المثل .
                                        باتنة في 26/1/01/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق