شاعرة

شاعرة

الأربعاء، 31 يناير 2018

مفهوم الرضى والقناعة ....حسين النايف

بسمة الصباح ... صباح الخير ...
حملت سيدة بتوأمين وعبرت الاسابيع والأشهر ليكبر الطفلين في رحمها حتى وصل التوأمين الى مرحلة اصبحا ينظران إالى حياتهما بشيئ من السعادة لرخاء ودفء الحياة خاصة وأنهما رأيا ا لحبل الممتد إليهما بالطعام من والدتهما حتى قال احدهم للأخر ... : انظر يأخي ماأجمل تلك الحياة وأنظر الى عطف والدتنا فهي تشاركنا بطعامها دون ان تطلب منا أي شيئ فأنا غير راغب في الخروج من هنا ... فالحياة جميلة ولا ندري شيئاً عن الخارج وقد تكون مليئة بالمنغصات والعذاب وقد لا تكون هناك أم لنا إلا في خيالنا فرد التوأم عليه قائلاً الخروج من هنا أمر حتمي وحياتنا في هذا المكان تكاد تنتهي ولابد من الخروج كما خرج غيرنا ولم يعد إلينا ليخبرنا عن طبيعة وشكل الحياة التي سافر إليها ليجيب على اسئلتك هذه ولكن من المؤكد بأن هناك أم تنتظر خروجنا اليها وهناك حياة أجمل من هذا المكان فلا تثر اهتماماً لذلك الأمر وعش حياتك الحالية برضى وخير حتى يأتي موعد الخروج وترى الغيب واقعا ... والمجهول معلوماً ... ولكن يا أخي ... اصمت ولا تثر جدلا في موضوع لا تملك فيه إرادة وأنظر ليومك هذا وحين تخرج من هنا سترى الحياة الأُخرى وقد تكون أجمل وستشاهد أمك لأنها موجودة وهي تنتظرنا بفارغ الصبر ... هذه هي صورة الولادة والحياة وهي نفسها صورة الموت ... صورة الواقع المجهول والمعلوم ... صورة كل الحياة بكل تساؤلاتها والغازها فيمكن القياس عليها أو الاقتباس منها كمنهج لسلوك في رحلتنا منذ حياتنا الأولى كأجنة خرجنا بالموت إلى الدنيا حياةً وبالموت سنخرج منها إلى حياة ثانية أبدية ... وبالتالي فيا إبن آدم احذر القلق لأنه لن يحل أي تساؤل بل سيدفعك إلى كدر وهم وتعب في عمرك ...صباح الرضى والقناعة ... صباح الخير ...
حسين علي يوسف عبيدات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق