شاعرة

شاعرة

الأربعاء، 30 أغسطس 2017

يا قبلة الافئدة ..للشاعر المتالق المبدع/ علاء زايد

{ يا قِبلةَ الأفئدة .. }
----------------------------
تَاقَ الفؤادُ لَكِ و كَمْ يَشتاقُ
والدمعُ مِن لَهَفٍ إليكِ يُراقُ
يا قِبلةَ الأفئدةِ يا أرْضَ الهُدي
مِنكِ بَدَا التنْويرُ و الإشراقُ
يا مهْبطَ القرآنِ يا أُمَّ القُرَي
فِيكِ لِمَنْ يَشْكُو الجَوَي تِرياقُ
فِيكِ اللُغاتُ تَجمَّعتْ و تَوحَّدتْ
كُلُّ الخُطَي و اختَلَطِتْ الأعْراقُ
و ازدادَ قَدرُكِ بَعد قَوْلِ نَبيِّنا
إذْ أخْرَجَتْهُ العُصْبةُ الفُسَّاقُ
واللهِ إنكِ فِي البِقاعِ لَخَيرُها
و بِناظِرَيهِ تَعَاظَمَ الإِشْفاقُ
جَاءَ الخَليلُ إلَي رِحابِكِ رافعاً
تِلكَ القواعِدِ و ابنُهُ سَبَّاقُ
مَنْ قالَ عِندَ الذَّبحِ يا أبتِي أَطِعْ
 أمْرَ الإلَهِ فذلِكَ المِيثاقُ
بَعد اكتِمالِ البَيتِ وَقَفَ مُؤَذِناَ
يَحدُو النِداءَ و ما لَدِيهِ رِفاقُ
وَصَلَ البلاغُ إِلَي الخَلائِقِ كُلِّها
فـاستبشروا و تَهَلَلَتْ أفاقُ
و أتتْ جُموعُ الناسِ حِجَاً تَبتغِي
و كأنَّها مَدفوعَةٌ تَنْساقُ
هَرَعوا رِجالاً أو عَلي ضُمرٍ لَهُم
بـالتَلْبِياتِ و دَربُهُم دَفَّاقُ
ما بَينَ داعٍ جاءَ يَلتَمسُ الرِّضا
يَرجو القَبولَ و قَلبُه خَفَّاقُ
ما بَينَ كَفٍّ للسَما مَرْفوعةٍ
بِـصَعيدِ "عَرَفَةِ" – و القُلوبُ رِقاقُ
بَينَ افتِراشٍ للعَراءِ و جَمْرَةٍ
تُرمَي بشَمْسٍ لَفحُها حَرَّاقُ
بَينَ التَوافُدِ و التَزاحُمِ فِي "مِنَي"
و نَشِيجِ عَبدٍ دَمْعُه رَقْراقُ
مَنْ طافَ بِالبَيتِ العَتِيقِ و مَنْ سَعَي
لا يَشتَكِي إنْ صابَهُ الإِرْهاقُ
فـَسمُوّ غايتِهِ بِطاعَةِ رَبِّـهِ
جَعَلَ الفُتورَ هُناكَ لَيسَ يُطاقُ
و سَكِينةُ الأرْواحِ عَينُ نَعِيمِهِ
و لَها لَدَيهِ شَهيةُ و مَذاقُ
يا مَن بقُدرَتهِ إِجابَةُ مَنْ دَعَا
و بِـعَدْلِهِ تَتَقَسَّمُ الأرْزاقُ
هذا دُعاءُ الراغِبينَ و حَالُنا
فَـ لِحجِّ بَيتِكِ جُلُّنا تَوَّاقُ
أكْتبْ لنا شَرَفَ الصَّلاةِ بِمَسْجِدٍ
للكَعْبةٍ الغَرَّاءِ فِيهِ مَساقُ
و اقسِمْ لنا كأساً بِـسُقيا زَمْزَمٍ
فَـالكأسُ مِنْها بِالشِفاءِ دِهاقُ
رَبَّاهُ و ارزُقْنا زِيارَةَ خَيْرَ مَنْ
فِي خُلُقِهِ تَتَجَسَّدُ الأَخْلاقُ
أرضُ الحِجازِ لها غَرامٌ فِي نفُوسِ
العارفينَ – مَقَرُّهُ الأعْمَاقُ
و لَقَدْ سَكَبْنا كُلَّ عَبَراتِ الهَوَي
و مِنْ الصَبابةِ ذابتْ الأحْداقُ
إنِّا لِمِكّةَ فاضَ شَوقُ قُلوبِنا
و لِـطِيبِ طَيْبَةِ كُلُّنا عُشَّاقُ
...................................
م/ عــلاء زايــد

هناك تعليق واحد: