شاعرة

شاعرة

الخميس، 28 ديسمبر 2017

العربجي ******** بقلم احمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيمالعربجيهذه الكلمة المدبلجة تؤدي معان كثيرة أصيلة أو فرعية هزلية وسخرية ومسخرة وازدراء وفي اعتقادي أن الكلمة مؤلفة من مقطعين "عربة- مجرورة" جار ومجرور أي العربة المجرورة بواسطة أحدى الحيوانات أو يجرها الإنسان بنفسه واختصرت ودمجت الكلمتان في كلمة واحدة وأطلق عليها لفظ عربجي، وقد كانت وسيلة النقل والتنقل التي كانت سائدة إلى زمن قريب وما زالت في بعض الأقطار إلى يومنا تعتمد عليها،وتجرها الخيول والحمير والبغال...وعادة من يلازم الشيء و يعاشره يكتسب بعض صفاته رضي أم ابى، فتجد العربجي يحمل بيده سوطا يلهب به جانبي الدابة ضربا مبرحا دون شفقة بحركة سريعة ويهمهم همهمات وصرخات بينه وبين الدابة بصوت يشحذ بها همة البغل على السرعة المطلوبة ليصل إلى مراده ومقصده، وتكون العربة عادة مربوطة إلى البغل ربطا محكما ما بين عنقه وبداية كتفه بواسطة أحبال متينة من الخلف إلى الأمام وبالعكس خوفا من انشطار أو انفصال العربة، وللعربة عجلتان مهترئتان ومقعد لجلوس العربجي يمسك بطرف الحبلين عن يمين وشمال راس البغل ولجام حديدي بين شدقيه يتحكم بحركته فيما يؤذيه ، المهم كلمة عربجي غير مستساغة وممجوجة على الرغم من الخدمات التي يقوم بها فإذا أردت أن تصف إنسان سيء أو ثقيل الأخلاق أو نصاب أو جلاد أو مؤذي ...تقول فلان عربجي مع أن العربجي قد يكون مؤدبا وخلوقا ومحبا للغير ويساعد الآخرين ويكافح من أجل لقمة عيشه، فكما تم دبلجت الكلمتين في كلمة وتمخض عن ذلك عربجيا ، فبدل ان تصف أحدهم بالبغل لغلظته وسوء معشره ومنطقه أو خوفا منه أو مجاملة له أو الوسط المشابه له ويعيش به تقول عنه فلان عربجي، وأنت بينك وبين نفسك تقصد وتضمر الذي يجر العربة وهو البغل من باب التورية وهكذا دواليك، وفي أيامنا هذه كثر بعض العربجية وزاد عن حده وقطع وده دون سبب أو سباب وشتم وتباب، فتجد البعض يخرج كلمة لا يلقي لها بالا وتكون عليه وبالا، فأحدهم مثلا يصف الأذان بالجعير ويفزع السياح ويسيحوا ويهربوا وما تبقى سياحة وتعود الناس للغيط والفلاحة،قال الله تعالى "وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّايَعْقِلُونَ.." إذن هذا ينطبق عليه قولا وفعلا على أنه مثل هؤلاء العربجية الذي يزعجهم ويقلقهم النداء للصلاة، كثيرا من الناس من يجلب لنفسه المسبة والمذلة والإهانة لجهله وقلة علمه واستخفافه بالدين وأهله وتلفظه بألفاظ لا تعليق بالعربجي، وأخيرا رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِهِ."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق