حجر الأساس / 19 /
[ صديقي تعجبه مقالات فلاسفة الغرب و مفكريهم، فهو يرسم لحياته على أساس منها، و قد نسي صديقي أن تلك المقالات لا تصلح لمجتمعاتنا التي تجذرت فيها حقائق الإيمان و بواعثه ]
قال لي صديقي - و كان يشرح لي مسألة تشبع الإنسان العربي بالخيال و التصورات اللامنطقية - : يقول أوسكار وايلد: الإنسان المنطقي هو من فقد القدرة على التخيل.
قلت: بما أنني ما زلت بصدد وضع حجر الأساس لمشروع حضاري نهضوي لهذه الأمة، فقد توجب علي أن أضع تعريفا للإنسان المنطقي بعيدا عن تعريفات أهل الفكر و الفلسفة و أصحاب الدراسات الأكاديمية.
فالإنسان المنطقي هو: الإنسان يملك القدرة على استشراف المستقبل بوضوح و جلاء ثم يرسم لعلاقاته كافة على أساس من ذلك، و لذا فهو يتسم بواقعية النظرة و السلوك معا؛
و بالتالي فالمعادلة واضحة: الرجل الحضاري يكون منطقيا، و الرجل المنطقي يكون حضاريا.
إن المنطق - أيها السادة و السيدات - هو: قول و فعل و سلوك متوازن مبني على تخيل و تصور محكم: لما قد كان، و لما هو كائن، و لما يمكن له أن يكون.
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق