شاعرة

شاعرة

الاثنين، 26 مارس 2018

احلام اليقظة ...احمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيم
" أحلام اليقظة "
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
أحلام اليقظة نسيج من التخيلات والغوص في العقل الباطن بأريحية دون رقيب أو عتيد أو معاتبة أحد من البشر، ففيه أمواج تأخذنا مسافات في علو ومنخفضات ،بعيدة عن الواقع تغمرنا فيها سعادة ونجاحات وهمية ورحلات وتيارات هوائية وهي شبه حالة مرضية نفسية ،تنتج وتعج بظروف مادية أو معنوية قسرية أو استرخائيه، يرافقها ظروف في تمنيات غير واقعية تصيب الإنسان في حالة هستيرية تؤثر على أوضاعه الفسيولوجية والسيكولوجية وتصرفاته اليومية، فترى البعض يعيش على هامش الحياة الخيالية؟؟؟يحدث ويتحدث مع نفسه في حالة ازدواجية.
خاصة في هذه الأيام الهزلية والأوضاع الدولية والمحلية وحتى الأسرية المقلوبة مائة بالمائة، وهذه الحالات خلقت خللا في التغيرات الجسدية والنفسية والمعيشية نظرا للظروف المحيطة بكل شخصية،،،،،،
وقد مررت مرة بتجربة وحالة مثل هذه الحالة وأخذتني أحلام اليقظة شوطا بعيد ركضا على شاطئ بحرا من السراب في عمق الصحراء الرملية والغبار والتراب ،،،،،،،،
وعندها تصورت نفسي في صورة خيالية غير واقعية في حديقة جامعة الدول العربية ،،يا سِتّْير! ورأيت نفسي مستلقيا على الأعشاب أمام البوابة الخارجية ، وجاء في خيالي فقلت لو أصدرت هذه الجامعة جواز سفر عربي موحد لكل العرب وأن للعربي الحق بالتنقل في كافة الأقطار العربية ويقيم حيث يشاء ويسافر وقت ما يشاء ومن حيث أتى ....فالروابط التي تجمعنا أكثر بكثير من الاتحاد الأوربي، فلغتنا وتاريخنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا وماضينا وحاضرنا وتطلعاتنا للمستقبل متقاربة وبنفس الوقت متباعدة ومتقاطعة ،فقلت بأمر من كان ذلك التقاطع وعدم الاتحاد والتواصل فجاءت زلة لسان "لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)؟..الوحدة ممنوعة بأمر الحاكم بيني وبينك، أقلب الصفحة؟؟؟؟؟ وأنسى الموضوع .....قلت بلى
فأجبت نفسي بنفسي عن وزراء الخارجية العرب المساكين القابعين تحت القبة يستمعون الخطبة قالوا :- وهم معجبون ومجمعون ومتفقون آمين ،هذا ضرب من الخيال المستحيل ،فقد سنصادف مشكلة حقيقية في الحوار وشكل الجواز والجنسية ، وبأمر من يكون التصريح والتلويح حتى نسرح ونمرح في ربوع بلادُ العُربِ أوطاني من عدنان وقحطاني ، ثم ازدادت شقة الخلاف عمقا في بحر الخيالات ورأيت ما يراه النائم فقد قرر رئيسها من تحت اللحاف قبل أن ينام قرارا بتوحيد الأمصار العربية من غير مبالي بتوصيات من أية جهة آنية أو دولية،
ومع هذا فقد صادف معضلة مستعصية وهي اختيار عاصمة أبدية ورئيس من أصحاب الكفاءات العنترية على أن يكون واليا مطلق اليد في البلاد إلى الممات،
وأوصى رئيسها العزيز رفع راية عربية ولغة واحدة رسمية بشرط أن تكون عامية، وجيش وطلائع وقيادة وحدوية مهمتها قتل ونحر الشعوب العربية، وسوق عربية مشتركة على غرار السوق الأوربية تجارها السماسرة الفاسدين والحرامية ولصوص الأمة ما بين قوسين ...الذين سرقوا وأسرفوا في أموال الرعية...
وأمر رئيسها إزالة كافة الأسلاك الشائكة والعوائق المادية التقليدية ،وأستبدلها بكافة الصواعق الكهربائية الإلكترونية، وبناء الجدران والحواجز الإسمنتية والاستفادة من الخبرات اليهودية من أجل قطع أوصال الأمة العربية، وتسريح وإحالات كل المسؤولين الموجودين على التقاعد المبكر وصرف رواتب لهم مجزية نظر لخبراتهم في كافة المجالات الاقتصادية ،والاستدانة لهم من صناديق النقد الدولية ، ،
ثم الأفراج الفوري دون محاكمة عن أفراد الأمة العربية لكي ينعموا بمطلق الحرية ؟؟؟؟؟
والغى المعتقلات واستبدالها بمشافي وجامعات وتعويض كافة المتضررين، وبناء بيت لكل مسكين،،،،،،
ثم توزيع كل ثروات المسؤولين الحكوميين الموجودين على الشعوب العربية بالتساوي وطمس كل المسميات والجنسيات والترقيات والرتب العنصرية والإبقاء على مسمى عربي فقط، وبينما أنا غارق بين اليقظة والمنام سمعت جلبة وأصوات فقد أختلف العرب على رقعة فسيفساء لون العلم العربي أثنان وعشرون دويلة ورفض جنوب السودان ، وإلى تهجير سكان مصايف بلودان والفيجة إلى الفوعة وكفريا وبالعكس ثم عين العرب كوباني إلى عفرين ... فاستيقظت فإذا أنا غارق في أضغاث أحلام، وما زلت على سريري أنام، ورَبَتَت على كتفي أم العيال ومسحت وجهي وقد كان يتصبب عرقا من هول ما رأيت من عدم الاتفاق وكثرة النفاق؟؟؟؟
وقالت:- بسم الله الرحمن الرحيم، بقي لك ساعة وأنت تحدث مين ؟؟؟؟ فقلت لها الله يعين......هذه أحلام اليقظة،،،،
وصدق رَسُولُ الكريم اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثٍ :-
عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ }}}}}
وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ }}}}
وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ }}}}}
وعن أمتنا حتى تتبع قول الله تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا***
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق