شاعرة

شاعرة

الأربعاء، 28 مارس 2018

من هدي النبوة(غفرانك)...احمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة {غُفْرَانَكَ }
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
كلمة واحدة ذات دلالات عظيمة، وأدب من آدابه صلى الله عليه وسلم ، يعلمنا إياها ليس ترفا وإنما أدبا وخلقا فقد ورد في الحديث "أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم {كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ اَلْغَائِطِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ } ما أحلى التورية في قوله من الغائط والكناية التي تحافظ على شعور وأحاسيس الإنسان ونفسيته خوفا من التأثير على مشاعره ،أي دين هذا هو الإسلام قال تعالى " أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ " عدل عن كلام غير مستساغ ذوقا إلى كلام ربطه بمكان قضاء حاجة الإنسان في مكان منخفض ليتوارى عن أعين الناس سترا له، ولو بحثت في كوكبنا هذا عند كل البشر ما وجدت ألطف من هذه الكناية والعبارة والاهتمام بحفظ عورة الإنسان وقضاء حاجته، فالأدب  يستلزم ذلك للصغير والكبير،،،،،،،،،،،
إذن قضاء الحاجة وضع لها الإسلام نظام من أجل الحفاظ على صحة الإنسان ، وأرشد إلى المكان الذي تذهب اليه وهذا الأمر يحتاجه كل إنسان في أحواله ،فتصور لو بقيت هذه النفايات والزوائد في معدة الإنسان كم يلحقه منها من الأضرار والأمراض ، فسبحان الله الذي جعل لها مكانا في جوف الإنسان بدون أية آثار لحين قضاء حاجته في مكان راحته،،،،،،،،،،
نعود لحديثه صلى الله عليه وسلم ...." غُفْرَانَكَ " ومعناه ومقصده فقد ورد في معنى "غُفْرَانَكَ" شكر المنعم بالاستغفار على التقصير الحاصل من الإنسان والنسيان للنعم التي أَنعم بها عليه بإطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه، ولو بقيت في جوفه وتحللت تأذى منها أَذًى كَثِيرًا وهلك،،،،،،،
وهذا يستلزم في كل مرة تخرج من الغائط أن تقول غفرانك مع أنه قد تناساه أو أعرض عنها كثير من البشر ولم يعطوا الأمر أي اهتمام ،،،،،،،،
أسمع هذه الحادثة ما بين هارون الرشيد وواعظه أبن سماك :-
دخل ابن السماك يوماً، على أمير المؤمنين هارون الرشيد، فوافق أن وجده يرفع الماء إلى فمه ليشرب
فقال:‏ ‏ ناشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تنتظر به قليلاً. فلما وضع الماء قال له:‏ ‏ أستحلفك بالله تعالى، لو أنك مـُنعت هذه الشربة من الماء، فبكم كنت تشتريها؟ قال:‏ ‏ بنصف ملكي، قال:‏ ‏ اشرب هنأك الله، فلما شرب
قال:‏ ‏ أستحلفك بالله تعالى، لو أنك منعت خروجها من جوفك بعد هذا، فبكم كنت تشتريها؟ قال:‏ ‏ بملكي كله.
فقال:‏ ‏ يا أمير المؤمنين إن ملكا تربو عليه شربة ماء، وتفضله بولة واحدة......
تصور نفسك لو أُحصر بولك يوما ما، أو ما وجدت مكانا تقضي به حاجتك ؟؟؟؟؟ما الذي سينزل بك ويحصل لك...تضيق الدنيا عليك بسعتها،،،وكأنك ما رأيت فيها يوما واحدا فيه راحة.....
إذن المطلوب منك العودة لسنن الفطرة التي توافق طاعة رسولك الناصح الأمين لك، الذي يذكرك بالغفران،بعد قضاء حاجتك وخروجك منها باستغفار ربك في ذلك المكان" غفرانك" يارب ولك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق