شاعرة

شاعرة

الأحد، 25 مارس 2018

التربيح و التخسير ...السعيد احمد عشي

التربيح و التخسير
لماذا تعيش أبقار و أغنام الأغنياء في حظائر مكيفة سليمة سمينة مرتفعة الأسعار ، في حين تعيش أبقار و أغنام الفقراء في زرائب موبوءة أو في العراء هزيلة مريضة تباع بأبخس الأثمان أو تنفق وتموت دون علاج ؟ أليس تعامل الأغنياء والفقراء بنفس العملة ؟ أليس من أغنى الأول هو من أفقر الثاني ؟ أليست أرباح الأول مكاسب للدولة و خسائر الفقراء خسائر للدولة صاحبة نفس العملة ؟ إن الدول في عصرنا هذا هي التي تغني من تشاء و تفقر من تشاء و هي التي تربح من تشاء و تخسر من تشاء بنفس العملة . لماذا نرى بساتين الأغنياء واسعة و منظمة و خضراء مزهرة ، في حين نرى بساتين الفقراء خالية إلا من القليل من المزروعات و الثمار . لماذا تتبع الدول أسلوب تربيح البعض و تخسير البعض الآخر رغم أن الجميع من العمال ؟ لماذا توظف الدول بعض المواطنين و المواطنات و تحرم البعض الآخر من العمل ؟ أليس هذا تربيحا للبعض و تخسيرا للباقي ، لماذا تصرف الدول رواتب المعاشات السخية لزوجات الشهداء وتحرم بقية الأرمل من المعاشات ؟ أليس هذا تربيحا للبعض و تخسيرا و حرمانا للعض الآخر رغم أن كل النساء يقمن في المنازل بنفس الواجبات ؟ و هل يمكن أن تتقدم الدول و تغتني و أصحاب الدولار هم الذين يقومون بإغناء و إفقار من شاءوا من دول العالم ؟
إن النظام الاقتصادي الحديث لعبة ورق أو لعبة دمنو لا يربح فيها سوى صاحب العملة أو من يغنيهم هو فقط و لهذا نرى أرباب البنوك اليهود في أمريكا على رأس قائمة الأكثر الناس ثراءً . فهل يقوم هؤلاء بأضعاف الخدمات التي يقدمها العباد لدولهم أو للعالم ؟ إن غنى هؤلاء لا علاقة له بالعلم و التكنولوجيا و لا علاقة له بالعمل و لكن له علاقة بالحيلة . و إن هذه الحيلة تتمثل في عدم تحديد مقدار ما تساويه كل عملة من الذهب . إن العملات النقدية لا يمكن أن تتقمص أكثر من قيمة شيء واحد ، و إن الواجب أن تكون كل عملة مساوية لمقدار معين و ثابت من الذهب ، و أن يتم البيع والشراء أو التشغيل بواسطتها بمقار ما تساويه كل عملة من الذهب . و إن تبادل العملات النقدية كان من الواجب أن يكون حسب ما تساويه كل عملة من الذهب أيضا وليس حسب العرض و الطلب و بيع العملات في أسواق البورصات . إن العملات النقدية ليست بضائع و سلعا حتى ترتفع وتنخفض قيمتها في الأسواق . إن نقل العملة لقيمتها الذهبية من المشتري إلى البائع ومن المستخدم إلى الخادم يفرغ كنوز أصحاب البنوك من احتياطي الذهب و لا يسمح لهم بصك المزيد من النقود و لا يسمح لهم بتحقيق الثراء على حساب المنتجين للثروات . إن الواجب أن يغتني الناس بمقادير الذهب التي تحمله العملات النقدية حتى يكون اغتناء العباد من عند الله و ليس اغتناء بالأوراق النقدية فقط التي يصدرها أرباب البنوك الشيء الذي يعني أن العباد هم الذين يغنون غيرهم بالعملات  .
  إن تمسكن اليهود وتهريبهم للذهب وكنزه و التسبب في البطالة و الكساد و بخس منتجات المحتاجين للعملات و ترسيمهم للتعامل بالربا و تربيحهم لمن شاءوا وتخسيرهم لمن شاءوا هو سبب كراهية الناس لهم و لأمريكا والغرب وهو السبب في الحربين العالميتين السابقتين ، و إنهم هم السبب فيما يسمونه بالمحرقة و هم السبب في هلاك ملايين البشر في الحروب و النزاعات و التنافس على المناصب و الأموال و هم السبب في محاربة الفلسطينيين لهم وهم السبب فيمن يقتل من اليهود و من سكان العالم الأبرياء و هم السبب فيما يعرف بالإرهاب و هم السبب في انهيار النظام الشيوعي و تشتت عقد حلف وارسو . و إن كيدهم هو نفس كيد إبليس ، و إن عصيانهم لله هو نفس عصيان إبليس لربه ، و إنهم بالعملات المجهولة القيمة الذهبية قد أخرجوا الناس من الإيمان بالله الذي يرزق و يغني من يشاء إلى الشرك الذي أصبح اليهود هم الذين يغنون و يفقرون من شاءوا .
                                            باتنة في 24/03/2018
                                               السعيد أحمد عشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق