شاعرة

شاعرة

الاثنين، 26 مارس 2018

بسمة الصباح ...حسين النايف

بسمة الصباح ... صباح الخير ...
الموت حق علينا ... لغز قائم بذاته لا ندرك طبيعته ولا نعلم عنه شيئا وان كانت الاخبار قد جاءت بالقليل عنه وفيها من الرعب الشيء الكثير ولكنه واقع وحقيقي ولا بد وان يصيبنا في الموعد المحدد وبعيدا عن الغوص في عمق هذه الكلمة فأن رحلة الموت قد رأتها العين لتدرك تفاهة وعجز الكائن البشري الذي يتحول الى جثة هامدة ترمى في غرفة مغلقة بالمنزل او بالمشفى لتدمع عليه عيون الاهل والصديق و صاحب المصلحة لايام او اشهر او دقائق حسب درجة القرابة والعلاقة لتعود كل هذه الدموع الى الفرح بعد فترة من الزمن  بعد أن يترك حاجياته ومقتنياته ليلعب بها الورثة وتوزع حسب النصيب الشرعي او ترمى في الشارع أن كانت خالية من القيمة المادية كالاوراق العادية والبطاقة وثيابه ... يموت الإنسان وتتحول قوته وجبروته الى ضعف يفوق ضعف الذبابة التي تهاجمه وتقف على جسده تاركا منزله ومكتبه وماله وعمله اوراقا في مهب الريح ليأكلها من بعده كل حي ... يموت الإنسان و يسقط عنه كل شيء فيصبح اسمه الميت وبالتالي هو في مكان لا يمكن الاعتماد عليه لتبقى معه العلاقة ابدية ... فالميت لا يصادق ومصيره التراب وقبل أن يصل اليه ينادى عليه الى المسجد او الكنيسة للصلاة على الجنازة ليحمل الميت الى بيته الجديد لتعود الناس بعد ذلك الى اعمالها فينساه الصديق كما ينساه الاهل فهذه سُنة الحياة
هذه هي رحلة الموت التي نشاهدها في كل لحظة ولا ابغي هنا لاحد سوى سؤال قد يعيد الخاطىء الى رشده ....
تعلم مصيرك ايها الانسان وتدرك بانك مسافر وتارك لكل شيء فلماذا تبخل بالخير ولماذا ترضى بالحرام مكسبا ولماذا تطغى وتتجبر وسيأتي يوما وستحمل اسم الميت ويؤخذ منك بالقوة ما حفظته لنفسك ...؟ فاعطي ما هو ملكا لغيرك واعلم بأن الخير في حياتك شعلة ضياء في قبرك  فانت منقطع بالموت عن الدنيا الا من عمل صالح ... صباح الحياة ... صباح الخير ... 
حسين علي يوسف عبيدات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق