شاعرة

شاعرة

الاثنين، 26 مارس 2018

المشركون ...السعيد احمد عشي

المشركون
إن المشركين اليوم هم الذين يقومون بصك العملات النقدية و يغنون أنفسهم بأنفسهم مستغنين عن إغناء الله لهم ، إن هؤلاء إذا أقرضوا غيرهم أقرضوهم بالربا و إذا اشتروا عليهم أبخسوا منتجاتهم الشيء الذي يعني أنهم يأكلون أموال و أرزاق الآخرين بالباطل . إن المشركين هم الذين يتاجر التجار بأموالهم و يصنع الصناع منتجاتهم بأموالهم ، و إنه من خلال الأموال يستطيعون إغناءهم بالأرباح و الجوائز أو إفقارهم بالضرائب والمخالفات و المكوسات وبسد المحلات أو بسحب رخص التجارة و الصناعة و إحالتهم على التهميش والبطالة .
إنه بأموال المشركين يتم استئجار العمال والموظفين ، و إن ما يعرف بحقوق العمال في الإضرابات و المطالبة برفع الأجور عبارة عن احتيال فقط لأن رفع الأجور يؤدي إلى رفع قيمة المنتجات وهكذا يبقى العمال دوما في خدمة أصحاب العملات بنفس القيمة أو أدنى منها أحيانا . إن إغناء البعض و إفقار البعض عملية مدروسة حتى يظن الناس أن الله لا يرزق الناس بالتساوي .
إن سعي الناس من أجل تحقيق الثراء هو عبارة عن طلب الغنى من عند المشركين و ليس عبارة عن طلب الغنى من عند الله ، و إن طلب الثراء من عند المشركين هو بدوره إشراك بالله . إن هذا الشرك الناتج عن صك العملات هو السبب الذي جعل  أصحاب المذاهب و الأحزاب و الديانات يتهمون بعضهم بعضا بالكفر . و هو الذي أدى إلى اتهام الحكام بالطواغيت . إن بلادة الكفار الذين ابتدعوا النقود الورقية تتمثل في تعدد العملات لأن الله لو كان يمد الناس بالعملات لأمدهم بعملة واحدة فقط .
إن إقلاع الناس عن الشرك  الذي يؤدي إلى ظلم العباد للعباد و أكل أموالهم و أرزاقهم بالباطل لا يتحقق إلا بعملة حسابية واحدة لا تقوم الدول بصكها و لكن توظف بها العباد وتنتج بها الأرزاق التي تقسمها على الجميع بالعدل والمساواة . إن إغناء الله للعباد يكون بالمنتجات و لا يكون بالعملات . و إن أمريكا لا تغني في الحقيقة الشعوب بالعملات النقدية و لكنها تغني نفسها بالمنتجات التي يغني الله  بها الأفراد و الشعوب . إن أمريكا تغني نفسها بأرزاق الله بالأموال التي حولت جميع أصحاب الديانات إلى مشركين بالله .
إن على جميع الشعوب المطالبة بالعودة إلى نظام التوحيد الذي تقسم فيه أرزاق الله على الجميع بعملة حسابية واحدة فقط إن اشتغال جميع العباد و تقاسمهم لما يرزقهم الله به من المنتجات هو المائدة التي طلب سيدنا عيسى عليه السلام إنزالها لتكون عيدا للأولين و الآخرين و ليس لتكون عيدا للمشركين الذين يقومون بصك النقود فقط .
إن تغيير نظام صك العملات المتعددة المؤدي إلى الشرك لا يتحقق إلا بثورة شعبية عالمية ، وإنه كما تم تغيير نظام الإقطاع يجب تغيير نظام الشرك . إن نظام التوحيد عبارة عن نظام تعاون بين العباد بينما نظام الشرك هو عبارة عن تجنيد فريق لمقاتلة فريق آخر دفاعا عن الذين أغنوا أنفسهم بأنفسهم بأموال الشرك . مع العلم أن كون الأرض لله وأموال العباد قادمة من عند الله لا يحق للناس احتكار الأراض و الأموال لاستعباد إخوانهم في الجنس و التسبب لهم في البطالة و التهميش و الفقر ودفعهم إلى ارتكاب ما حرم الله و هجر الأوطان و إلى الانتحار أو قتلهم بعد اتهامهم بممارسة الإرهاب . إن الإرهاب نفسه هو وليد الشرك  . إن الناس لا يدركون ما يمكن أن يحققه أصحاب العملات بالأموال .
                                              باتنة في 26/03/2018
                                                السعيد أحمد عشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق