شاعرة

شاعرة

الاثنين، 26 مارس 2018

بين مدينة عريقة و اخرى عقيمة ...فضل ابو النجا

.        ***بين مدينة عريقة وأخرى عقيمة***

في المدينةالعريقة تشعر بألفة مع كل مافيها من البشر والشجر والحجر فكل مافيها يحكي قصة الإنسانية عبر التاريخ ،فتجد الإنسان الودود المتحضر الذي يشعرك أنك منه وهو منك ويعاملك كأخ عزيز وضيف ويبالغ في اىترحيب بك  إكرامك في عمله  في الطريق وفي بيته.
وتجد الشجر متحف نباتي في تباين أشكاله وخضرته وألوانه  وتجده باذخ الجمال وارف الظلال يكاد يختفي بك مثل ما يحتفي بك من غرسوه واعتنوا به  كنه خصص للترحيب بالضيوف فحسب.
أما المباني التي تخلب الألباب بهندستها الباذخة كالمساجد والكنائس  والقصور والمراقد المقدسة والقصور والتكايا والسبل والمدارس فلها روحانيتها المميزة وكل يحكي تاريخا وكل بحكي قصة ويروي رواية تثير كوامن الشوق لتاريخ مجيد مضى تحن اليه النفوس  وتسترجع وستدعي ذكريات وذكريات.
هذا شارع المعزلدين الله الفاطمي وهذا شارع الموسكي وهذا شارع الجلاء  وهذا شارع القلعة  وكلها تحكي أمجادا.
هذا باب زويلة  هذا باب الشعرية وهذا باب اللوق محرفا من باب النوق حيث كانت تخرج منه للرعي وهذا باب الخلق محرفا من باب الخرق حيث كانت تخترقه الرياح اختراقا وكلها اسماء موسيقية جميلة تروق للسامع.
وهذا حي ببن القصرين قصري المعز المعز لدين الله الفاطمي ،القصر الشرقي والغربي وكان يستعرض بينهما الجيش وهو يشمل عددا من الأحياء العريقة والشهيرة بالقاهرة.
انظر إلى جمال الاسماء ورومانسيها، حي السيدة ،وحي الحسين ، وحي العتبة الخضراء، وحي الروضة والأزبكية وقارن بأسماء الشوارع والأحياء التي توحي لك بأن هناك أزمة في الأسماء وأن سعرها بلغ النهاية في بورصة الأسماء .
انظر إلى نفسك عندما تجد أنك ستنتقل من أي مكان من أقصى مكان بالمدينة إلى أقصاها بدون الحاجة لسيارة خاصة وبلا انتظار لساعات وبسعر في متناول الجميع
مقارنة ببعض المدن الباهضة التكاليف.
انظر لنفسك عندما تضيق نفسك وتحتاج للترويح قليلا ستجد ، أمامك كل ماتريد من جمال البشر والشجر والآثار والحدائق أو يكفيك أن تتمشى فترى مايروح عنك مقارنة بالمدن التي تخلوا شوارعها من المرة طوال النهار فلا ترى فيها غير السيارات والحر اللافح والشمس الحارق والاستغلال وقلة الذوق وقلةالأدب والهمحية وتبقى غريبا ولو عشت عمر نوح .
هناك من إنسانية ومدن غير إنسانية .

كتبه لكم

                   فضل أبو النحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق